maganeno مشرفة قسم هل تعلم
sms :
رضيت بحكمك يا رب والصبر بزيادة
ظلمونى من غير ذنب حسدونى بزيادة
عدد المساهمات : 819 التقييم : 1 تاريخ التسجيل : 07/08/2011 الموقع : www.mbenh,yoo7.com
| موضوع: بائع الصحف الخميس سبتمبر 22, 2011 12:26 am | |
| بائع الصحف
عبد الزهرة لازم شباري[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مر على ما أعتقد من فسحة في خيالي متخيلاً إنه عائداً لتوه من الحرب ، الحرب التي أدمت كل شيء في هذا الكون حتى الأرض التي نمشي عليها ، الأشجار التي احترقت والنخيل التي قطّعت رؤوسها ، وأطفال الرياض التي قطعت أطرافها الشظايا . تلك الحرب التي نمت في كل مكان من بلادي المهجرة إلى أقاصي الأشباح التي لم يصلها الوميض وصوت أزيز البنادق وهدير المدافع ، ليعود بعض أفرادها بذكريات الغربة والجوع والضياع الذي ألفناه منذ أن تفتحت أعيننا على سياسات القمع والإرهاب ، هذه الذكريات التي تكفي لعمل ماراثونات من الأفلام التي نراها مرعبة كل يوم في دهاليز وشاشات المحطات الفضائية المأجورة التي تنقل على ما اعتقد وجهات نظر الغرب !! عاد ومعه الذكريات البائسة وحملقات الهوام ووشم دبق الأيام الصعبة التي تغطي خارطة وجهه برسوم وخطوط كادت أن تضيَع ملامحه الجميلة أنذاك ، عاد وكأنه من صحراء في أقاصي الأرض لا يصلها الماء ولا الزرع منذ أن خلقها الله سبحانه ! الجوع والعطش يغطي سنا عينيه الجاحظتين، وظهره المقوس وكأنه يحمل ثقلاً عليه لا يكاد يستطيع رفع قامته ! كنت دائما أمر من هنا وسط ضوضاء وأصوات الباعة المتجولين بين حشود الناس المتسوقة من هنا وهناك ، لا لكي أشاركهم همهمات الغرباء منهم ، ولا النازحون من بلاد الغربة وسماع حسراتهم وبعض حكايا الحرب المأجورة ، ولا لكي أضع القواميس والرتوش الملونة في خرائط الوجوه التي ضاعت ملامحها مثل أشباح ضيعها الظلام في ليل العتمة برسوم معلقة على صدورهم ، ولا حتى تأمل ذالك الألق الخافت الذي يبدو ضاهراً من عينيه وهو يتنكب عكازتيه الخشبيتين التي تعوض عن ساقين مبتورتين في هدير الحرب ، أو الشروخ الواضحة في سرواله الممزق والتي ينز منها ملامح فخذيه وهو يحمل بين ذراعيه مجموعة الصحف اليومية التي أشرف على توزيعها وبيعها كل يوم ! أنا لا أدري ماذا يعتريني عندما أمر من هنا مرعوباً يذكرني الخيال لحرب تمر في خاطري في كل حين وتأخذ مني وقتاً لا ريب في أن تأخذ معها صفحات الجرائد وعكازتي البائع معاً !! | |
|