maganeno مشرفة قسم هل تعلم
sms :
رضيت بحكمك يا رب والصبر بزيادة
ظلمونى من غير ذنب حسدونى بزيادة
عدد المساهمات : 819 التقييم : 1 تاريخ التسجيل : 07/08/2011 الموقع : www.mbenh,yoo7.com
| موضوع: حمل حقيبته وانصرف...! الخميس سبتمبر 22, 2011 1:10 am | |
| حمل حقيبته وانصرف...! مصطفى علوي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الشوارع الواسعة غدت ميدان للنزال بين السائقين، السرعة والفرامل تدوي بين الفينة والأخرى، وضجيج السائقين - الذين ألفوا أن يسبوا بعضهم بعضا ويحملون بعضهم البعض مسؤولية سوء القيادة- يملئ المكان. في هاته المدينة التي زحفت بإسمنتها على الغابة؛ وهاته الشوارع الباردة الباهتة؛ كان يتنقل –هو- بحقيبته التي نال منها الوسخ مراده حتى تحولت إلى رزمة مخيفة، كان يحملها رغما عنه؛ ويحمل معه هموما لو قسمت على أهل الأرض لوسعتهم، ورغم سخطه على ما أل إليه حاله، إلا أنه - في قرارة نفسه - كان يحمد الله على حقيبته التي كانت تمثل بالنسبة إليه بيته المحمول، وكيف لا وهي التي تضم ملابسه وفراشه المتواضع، يحملها؛ وأينما جن عليه الليل؛ استخرج منها فراشه ونام في هدوء؛ على أمل أن يعطف عليه الله ويقبضه إليه. *** اليوم قرر أن يتحضر قليلا ويستعمل حمام إحدى المقاهي، استئذن من صاحب المقهى الذي سمح له باستعمال الحمام؛ بل وسمح له أيضا بترك حقيبته البشعة فوق إحدى الطاولات المهيأة لاستقبال الزبناء. وما إن دخل الحمام حتى أحس وكأن الدنيا قد حيزت له بحذافيرها. وافرحتاه! ماء يترقرق من الصنبور، ومرأة يرى فيها وجهه بل جسده كله؛ ومرحاض صحي، أه لو يسمحون لي بامتلاك هذا الحمام! -يقول لنفسه - سأكون سعيدا بلا شك. *** طال مكوثه بالحمام حتى بدأ الرعب يتسرب إلى زبناء المقهى رويدا رويدا، الكل ينظر إلى الحقيبة بفضول ممزوج بالخوف؛ ليتطور الخوف والفضول معا إلى فزع. وما إن أطلق أحدهم ساقيه للرياح مستغيثا؛ حتى لحق به كل الزبناء، تساقطت الكراسي وعمت الفوضى المكان. خرج صاحبنا من الحمام وعلامات الارتياح بادية على وجهه، لا شك أنه قد قضى وقت ممتع، أراد أن يشكر صاحب الحمام أو بالأحرى صاحب المقهى على لطفه، إلا أنه لم يجد من يشكر. حمل حقيبته و انصرف. | |
|